الجامعات الريادية ودورها في الاستثمار المعرفي
DOI:
https://doi.org/10.56967/ejfb2023390الملخص
الجامعات العصرية اليوم لم تعد تقتصر على التعليم ، بل امتد دورها للمساهمة في الناتج المحلي الاجمالي ووضع أسس بناء مجتمع المعرفة للمستقبل.
وقد شهد العقد الأخير في التعليم العالي العالمي تحولاً جذرياً في النظم الإدارية الجامعية والثقافة التنظيمية لتواكب العولمة والمكانة الدولية بين المؤسسات التعليمية ، وشاع الانسحاب الجزئي من الاعتماد على الدعم الحكومي الكامل، والخدمة المحلية إلى الاستثمار المعرفي والتسويق الدولي.
هذا المفهوم الجديد الذي بدأ يتشكل علمياً في بداية الألفية الجديدة ، الذي يدعو إلى أن أحد أهم الأدوار الرئيسة للجامعة الريادية ، المساهمة في التنمية الاقتصادية من خلال إطلاق المشاريع الابتكارية المنتجة.
ان الجامعة الريادية Entrepreneurial university هي الجامعة التي يمكنها الابتكار والتعاون واغتنام الفرص والاستجابة بنجاح للصعوبات.
وستتمكن الجامعات الريادية من البقاء في سوق تنافسية للغاية ، إذا كانت لديها خطط واضحة لإثبات التميز في التدريس والبحث العلمي وريادة الأعمال.
كما تسعى الجامعات الريادية إلى أن تصبح جامعات "قائمة بذاتها" تلعب دورًا مهمًا وتقدم وتدعم مختلف تدابير الدعم لأنشطة ريادة الأعمال من خلال التعاون الوثيق مع الشركاء والشبكات مع مؤسسات القطاعين العام والخاص من خلال الاستثمار في رأس مالها الاجتماعي من أجل تسهيل إنشاء واستثمار المعرفة والتكنولوجيا.
وتعرف الجامعة الريادية على انها الجامعة التي تركز على التأثير الاقتصادي للمساهمات المجتمعية، وتنمية ريادة الأعمال في التعليم، وتسويق البحوث.
فيما يعرف التعليم الريادي بأنه: مجموعة من الأنشطة تهدف إلى رعاية العقليات والمهارات الريادية، كما يغطي مجموعة واسعة من جوانب أخرى مثل ( توليد الفكرة، النمو، والابتكار، فينبغي على التعليم الريادي ان يطور قيم ومعتقدات واتجاهات الطلبة، بحيث ينظرون لريادة الأعمال كخيار جذاب للعمل .
ويمكن القول بأنه جملة من أنماط التعليم المنتظم، الذي يقوم على تعليم وتدريب المشاركين في برامج التنمية المختلفة، والمتمثلة في وضع برنامج توعوي بأهمية الريادة ومن ثم تأسيس وتطوير مشروعات الأعمال الصغرى؛ فتسهم هذه الأساليب التعليمية لتزويد المشاركين بحزمة من المهارات المتعلقة بالريادة وتحفيزهم لمزيد من التعلم والإبداع والثقة في الذات.
وبذلك فأن التعليم الريادي يهدف غلى تطوير الابتكار والمبادرة لدى الفرد، من خلال المشاركة في بناء المعرفة عن طريق اكتساب المعلومات وتوليدها ومعالجتها، ليصبح الفرد بارعًا في بيئته، ويقدم مقترحات عمل قيمة لنفسه ولمجتمعه، ويسعى للاستفادة من الفرص الجديدة.
ويمكن بيان الدور الأساسي الذي يمكن أن يؤديه رواد الأعمال في بناء اقتصادات الدول وتنمية قدراتها التنافسية العالمية. ففي أمريكا ذاتها تحقق مشاريع رواد الأعمال الصغيرة ما يزيد على 47%من إجمالي المبيعات الكلية ، ويزيد عددها على 22 مليون مشروع صغير، كما تقوم بتوظيف نحو 53%من القوى العاملة، وتسهم بما نسبته 50%من الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي.
وتصل هذه المساهمة إلى 43% في كوريا الجنوبية و 56%في تايوان و 60%في الصين و 70% في هونج كونج في حين لا تتجاوز مساهمتها 28%في السعودية.
وتعد تلك المشاريع أساسا لتطور الدولة ونمو اقتصادها وتنافسية موقعها الدولي. وقد أوضحت الإحصاءات المنشورة في عام 2019م أن إجمالي الإنفاق على ريادة الأعمال في الولايات المتحدة تجاوز (1.7 مليار) دولار ثم قفز هذا الإنفاق ليصل إلى (2.3 مليار) دولار عام 2021.
إن الهدف الرئيس للتعليم الريادي في الجامعة، هو إعداد جيل من الرياديين والمبدعين في مجال الأعمال، يقدمون إبداعًا على شكل منتج أو خدمة، أو عملية أو مدخل جديد من الأعمال أو مشروع جديدًان أو اختراعًا او اكتشافًا، وقد حددت الأهداف التفصيلية والفرعية للتعليم الريادي في الجامعات على النحو الاتي:
- زيادة وعي الطلبة حول التوظيف الذاتي.
- بناء اتجاهات إيجابية للطلبة نحو الريادة، وتعزيز الروح والنزعة الريادية وإثارة الدافعية لدى الطلبة لبناء تصور أفضل لمهنة المستقبل.
- تطوير السمات والمهارات الشخصية للطلبة، تساعدهم لبناء قاعدة للتفكير والسلوك الريادي.
- تعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية في المجتمع، من خلال عمليات التحديث والتجديد التي يحدثها الرياديون في جميع المجالات التي سيعملون بها في المستقبل.
- تعزيز مهارات بناء العلاقات والاتصال الإيجابي في بيئة تربوية لمهنة المستقبل.
التنزيلات
التنزيلات
منشور
كيفية الاقتباس
إصدار
القسم
الرخصة
الحقوق الفكرية (c) 2023 نغم نعمة
هذا العمل مرخص بموجب Creative Commons Attribution 4.0 International License.
هذه هي مقالة منشورة بنمط الوصول الحر وموزعة تحت شروط ترخيص المشاع الابداعي نسب المصنف (CC BY) 4.0 دولي التي تسمح بالاستخدام غير المقيد، التوزيع، واعادة الانتاج في أي وسيط أو صيغة، والتحوير أو البناء على المادة، بما في ذلك للأغراض التجارية، شريطة أن يتم نسب العمل للمؤلف الأصلي.