تأثير الذكاء الاصطناعي في تحقيق التنمية المستدامة
DOI:
https://doi.org/10.56967/ejfb2024568الملخص
يؤدي الذكاء الاصطناعي دورا هاما وأساسيا في مختلف مناحي الحياة سيما في السنوات الأخيرة، فلم تعد الاستفادة من الذكاء الاصطناعي مقتصرة على البرمجيات فقط، بل امتدت الى مجالات الطب، والهندسة، والزراعة، وغيرها، وفي الآونة الأخيرة، اتجهت الدول نحو دمج الذكاء الاصطناعي وتوجيهه لتحقيق أهداف التنمية المستدامة ، بالشكل الذي يتوافق مع مستوى التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية المستدامة.
ولم تكن الدول العربية بمنأى عن هذه المساعي الدولية للاستفادة من الذكاء الاصطناعي ولاسيما في تحقيق التنمية المستدامة ، في ظل صعوبة الأوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي تواجهها، ويزيد من صعوبة تأثيرها كون معظم الدول العربية دولاً نامية ، مما يزيد من أهمية تمسكها بضرورة الاستفادة من تطبيقات الذكاء الاصطناعي من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة ، وعلى رأسها القضاء على الفقر وتعزيز فرص المساواة بين الجنسين وتحسين مستويات التعليم والصحة.
ويعد تحقيق أهداف التنمية المستدامة من أهم أولويات الدول وخاصة في ظل التحديات المختلفة التي يواجهها العالم سواء تحديات اقتصادية أو سياسية أو بيئية. وفي ظل التطور التكنولوجي اللامحدود وظهور تقنيات الذكاء الاصطناعي كان لابد أن تتوجه الدول نحو الاستفادة من هذه التقنيات وتطويعها نحو تحقيق أهدافها وخاصة أهداف التنمية المستدامة.
وقد لعبت منظمة اليونسكو دورا فعالا في الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في تحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال دورها في مساعدة الدول في ذلك وبما يتناسب مع كل دولة حيث تضع المعايير وتساعد في وضع السياسات وبناء قدرات الدولة.
وفي 2019 ظهرت وثيقة (إجماع بكين) والتي وافق فيها ممثلو الدول والمنظمات الدولية والمؤسسات الأكاديمية والمجتمع المدني والمجتمع الخاص على أهمية الذكاء الاصطناعي في التعليم والبحث العلمي، كما تؤكد الوثيقة على وجود العنصر الإنساني واهميته في نشر تقنيات الذكاء الاصطناعي في التعليم لتعزيز التنمية المستدامة وحماية حقوق الانسان من خلال التعاون بين الانسان والالة.
و يمكن تعريف الذكاء الاصطناعي بأنه علم فائق التطور مشتق من علوم الحاسبات يحاكي العقل البشري بأعلى مستويات ذكاؤه ويستخدم لأداء كل المهام البشرية وحل كافة المشاكل التي يواجهها الانسان بطرق تكنولوجية متطورة.
ومن الجدير بالذكر أن الهدف الرئيسي لأبحاث الذكاء الاصطناعي في هذه المرحلة هو انتاج ابتكارات من شأنها محاكاة الذكاء البشري وأداء نفس مهامه كحل المشكلات واتخاذ القرارات، ولكن مع تطور العالم وتسارع وتيرة الاحتياجات والمشاكل الاقتصادية والبيئية أدرك العلماء أنهم بحاجة الى خوارزميات وتقنيات أكثر تقدما.
وقد أدت جائحة كورونا إلى الزامية توجه العالم نحو استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي، بل وتحديثها بشكل يساعد على حل أزمة كورونا أو على أقل تقدير الحد من تهديداتها ونتائجها. ومن أبرز استخدامات تطبيقات الذكاء الاصطناعي خلال جائحة كورونا استخدامها في العملية التعليمية وكذلك العملية الطبية.
فضلاً عن أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي في عصرنا الحديث تستخدم في شتى المجالات العسكرية والبيئية والاقتصادية والتعليمية ومن بين هذه التطبيقات:
- السيارات ذاتية القيادة والطائرات بدون طيار.
- الانسان الآلي والذي يتواجد حاليا في المستشفيات والجامعات وبعض المطارات.
- برامج الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات الاقتصادية كالبورصة وتطوير أنظمة تداول الأسهم.
- الأجهزة الذكية القادرة على القيام بالعمليات الذهنية كفحص التصاميم الصناعية، ومراقبة العمليات واتخاذ القرارات.
- التطبيقات الذكية الخاصة بتحويل الأموال والتعامل مع البنوك.
- خدمات المنازل الذكية، والأسلحة ذاتية العمل، والهواتف، وأجهزة التلفاز، والاف التطبيقات الأخرى.
ومن الأهمية بمكان حشد الوسائل اللازمة لتنفيذ خطة التنمية المستدامة 2030من خلال تنشيط الشراكة العالمية من أجل تحقيق التنمية المستدامة، على أساس روح من التضامن العالمي المعزز، مع التركيز بوجه خاص على احتياجات الفئات الأشد فقرا والأكثر ضعفا، وبمشاركة من جميع البلدان وجميع أصحاب المصلحة وجميع الشعوب. إذ أن الذكاء الاصطناعي (AI) يمتلك إمكانيات هائلة لدعم وتحقيق التنمية المستدامة عبر تحسين الكفاءة، تقليل الفاقد، وتقديم حلول مبتكرة لمجموعة من التحديات البيئية، الاقتصادية، والاجتماعية.
التنزيلات
التنزيلات
منشور
كيفية الاقتباس
إصدار
القسم
الرخصة
الحقوق الفكرية (c) 2024 نغم نعمة
هذا العمل مرخص بموجب Creative Commons Attribution 4.0 International License.
هذه هي مقالة منشورة بنمط الوصول الحر وموزعة تحت شروط ترخيص المشاع الابداعي نسب المصنف (CC BY) 4.0 دولي التي تسمح بالاستخدام غير المقيد، التوزيع، واعادة الانتاج في أي وسيط أو صيغة، والتحوير أو البناء على المادة، بما في ذلك للأغراض التجارية، شريطة أن يتم نسب العمل للمؤلف الأصلي.